فتاة تونسية بملهى ليلي :” عايلتي ما يعرفونيش شنخدم.. وفي الشهر ندخّل في ملاين خير من طبيب”

عالم الملاهي الليلية من هذه العوالم التي قد تجد فيها صخبا يرسو بعشاقه، أو حتى من اضطروا غير راغبين، في شواطئ مبعثرة رمالها متراصفة أمواج بحرها، في مشهد قوامه المتناقضات.. متناقضات كتلك التي تشكلت على وقعها الحياة.. نعم فهناك يعيش عدد كبير من مختلف الشرائح العمرية والطبقات الاجتماعية والتوجهات الفكرية، حياة فيها من نقاط التشابه والاختلاف بين شخص وآخر الكثير.

هناك.. بعيدا عن رقابة الأهل والمجتمع.. بعيدا عن مشاغل الدنيا.. بعيدا عن حسابات السياسة.. بعيدا عن أي وصم وكل حكم.. الكل يترك وراءه عالم النهار المتشابهة طقوسه إلى عالم الليل المختلفة مفاهيمه، فكل من اختار هذا العالم كبديل للمعتاد له أسبابه المختلفة عن الآخر.. حتى طرق التعامل مع الفضاء مختلفة.

????????????????????????????????????

قد تمر كل يوم من أمام أبواب هذا العالم ولكنك لا تعرف ما يخفيه.. يحدثك البعض عن انحرافات ومجون قد تكون حقيقية أو مزعومة، ملموسة أو وهمية لما لهذه الأماكن من رمزية سلبية، في حين هي خطوة واحدة كفيلة بجعلك تلامس هذا الواقع المعيش في تونس بل في كل بلدان العالم العربية والغربية.. واقع عالم الملاهي الليلية.

بمجرد أن تطأ قدماك عتبة هذا العالم تحتك روحك بفضاء مختلف عن الفضاء الخارجي ويشبهه في آن، فعتمته وإن كانت حالكة إلا أنها تمتزج ربما في أذهان عشاقه بألوان أشبه بألوان الأمل.. الوان تجعلهم يحيون مع كل عثرة تعترضهم في طريق الحياة بتصور يبتعد بهم عن أي حسابات تتعلق بالمباح والممنوع، حتى الصخب هناك وكأنه يخترق فيهم جدار الصمت عكس الصخب المعتاد الذي يجعل الفرد يسكت حتى عن الكلام المباح.

قد يرى البعض هذا العالم من زاوية الحلال والحرام، إلا أن مرتاديه يجدون فيه حتما ملاذا من هذه الأحكام التي تكبل عفويتهم، فهم شيب وشباب، نساء ورجال يهربون إلى ما يوقظ متاع الحياة في نفوسهم على وقع الموسيقى والأحاديث والضحكات المرتفع صوتها.

إضافة تعليق